هل إبقاء هاتفك متصلاً بالكهرباء طوال الوقت يضر بطاريتك؟

Amine Boukhris
7 Min Read

يمكن للهواتف الذكية الحديثة أن تبقى متصلة بالكهرباء طوال الليل بأمان، لكن درجة الحرارة وعادات الشحن لا تزال تؤثر على صحة البطارية على المدى الطويل. إليكم ما تقوله آبل وسامسونج وجوجل.

تقوم بتوصيل هاتفك بالشاحن طوال الليل، وفي الصباح، تجده مشحونًا بنسبة ١٠٠٪. ممتاز.

بعد سنوات من القيام بذلك، ربما تتساءل إن كان هذا الشحن المستمر يُتلف البطارية بهدوء.

الإجابة المختصرة هي لا. إبقاء هاتفك موصولًا بالشاحن طوال الوقت لن يُتلف بطاريتك. الهواتف الذكية الحديثة مُزودة بأنظمة شحن ذكية تقطع الطاقة أو تُقللها تدريجيًا عند امتلائها، مما يمنع “ضرر الشحن الزائد” الذي كان شائعًا في الأجهزة القديمة. لذا، إذا كنت تترك هاتفك الآيفون أو الأندرويد على الشاحن طوال الليل، فلا داعي للقلق.

مع ذلك، فإن عبارة “لن تُتلف بطاريتك” لا تعني أنها بلا تأثير. تتدهور البطاريات بشكل طبيعي مع مرور الوقت والاستخدام، وتلعب طريقة الشحن دورًا في سرعة حدوث ذلك. إن إبقاء الهاتف مشحونًا بنسبة ١٠٠٪ باستمرار يُمكن أن يُزيد من الضغط على البطارية، خاصةً مع ارتفاع درجة الحرارة، وهو العدو الحقيقي لعمر البطارية.

إن فهم متى يكون هذا الأمر مهمًا (ومتى لا يكون مهمًا) يمكن أن يساعدك في إجراء تغييرات صغيرة لإطالة عمر هاتفك.

العلم وراء تآكل البطارية:

لا تقتصر صحة البطارية على عدد مرات شحن هاتفك، بل تتعلق بكيفية إدارتها للجهد ودرجة الحرارة والصيانة. تتقدم بطاريات الليثيوم أيون في العمر أسرع عند تعرضها لمستويات عالية جدًا: 0% و100%.

إن إبقاءها مشحونة تقريبًا بالكامل لفترات طويلة يُسبب ضغطًا إضافيًا على الكاثود والإلكتروليت. لهذا السبب، تستخدم العديد من الأجهزة “الشحن البطيء” أو تتوقف مؤقتًا عند 100%، وتُشحن فقط عند الحاجة.

مع ذلك، فإن الخطر الأكبر ليس الشحن الزائد، بل الحرارة. عندما يكون هاتفك موصولًا بالشاحن وتُشغّل عليه تطبيقات مُرهقة، فإنه يُنتج حرارة تُسرّع التآكل الكيميائي داخل البطارية. إذا كنت تُمارس الألعاب أو البث أو الشحن في يوم حار، فإن هذه الحرارة الزائدة تُسبب ضررًا أكبر بكثير من ترك الكابل موصولًا بالشاحن طوال الليل.

رأي آبل:

يصف دليل آبل للبطاريات بطاريات الليثيوم أيون بأنها “مكونات قابلة للاستهلاك” تفقد سعتها بشكل طبيعي بمرور الوقت. لإبطاء هذا التدهور، تستخدم أجهزة iPhone خاصية الشحن المُحسَّن للبطارية، التي تتعرف على روتينك اليومي وتُوقف الشحن مؤقتًا عند حوالي 80% حتى لحظة فصلك عن الشاحن عادةً، مما يُقلل الوقت المُستغرق في الشحن بجهد عالٍ.

تنصح Apple أيضًا بالحفاظ على درجة حرارة الأجهزة بين 0 و35 درجة مئوية (32 إلى 95 درجة فهرنهايت) وإزالة بعض الأغطية أثناء الشحن لتحسين تبديد الحرارة. يمكنك قراءة المزيد على صفحة دعم البطارية الرسمية من Apple.

ما تفعله Samsung (وغيرها من مُصنِّعي أجهزة Android):

تُقدم Samsung ميزة مُشابهة تُسمى Battery Protect، وهي مُتاحة في إعدادات البطارية والعناية بالجهاز في One UI. عند تفعيلها، تُحدد هذه الميزة الشحن عند 85%، مما يُساعد على تقليل التوتر أثناء جلسات الشحن الطويلة.

تُقدم مُصنِّعات Android الأخرى، مثل Google وOnePlus وXiaomi، خيارات مُماثلة – تُسمى غالبًا الشحن التكيفي أو الشحن المُحسَّن أو العناية بالبطارية – والتي تُبطئ توصيل الطاقة ديناميكيًا أو تُحد من الشحن بناءً على عاداتك. تُتيح هذه الأنظمة ترك هاتفك مُتصلًا بالشاحن لفترات طويلة دون خوف من الشحن الزائد.

  • صفحة دعم حماية بطارية سامسونج
  • دليل الشحن التكيفي لهاتف جوجل بيكسل

عندما يكون الشحن المستمر ضارًا

حتى مع هذه الإجراءات الوقائية، قد تُسرّع بعض الظروف من تآكل البطارية. وكما ذكرنا سابقًا، السبب الأكثر شيوعًا هو ارتفاع درجة الحرارة. حتى لفترة قصيرة، قد يؤدي ترك هاتفك يشحن في ضوء الشمس المباشر، أو في السيارة، أو تحت الوسادة، إلى ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير آمنة.

يمكن أن يُسبب الاستخدام المُفرط أثناء الشحن، مثل الألعاب أو تحرير فيديوهات 4K، ارتفاعًا حادًا في درجة الحرارة، مما يُؤدي إلى تدهور البطارية بشكل أسرع. كما أن الكابلات أو المحولات الرخيصة وغير المُعتمدة قد تُصدر تيارًا غير مستقر يُجهد الخلايا. إذا كانت بطاريتك عمرها عدة سنوات، فهي بطبيعة الحال أكثر حساسية لهذا النوع من الإجهاد.

كيفية الشحن بذكاء

لست بحاجة إلى تغيير عاداتك، ولكن بعض التعديلات البسيطة يُمكن أن تُساعد بطاريتك على الإطالة من عمرها بشكل سلس.

ابدأ بتشغيل أدوات التحسين المُدمجة في هاتفك: الشحن المُحسّن للبطارية على أجهزة iPhone، وحماية البطارية على أجهزة Samsung، والشحن التكيفي على هواتف Google Pixel. تتعرف هذه الأنظمة على روتينك اليومي وتضبط سرعة الشحن حتى لا يبقى هاتفك مشحونًا بالكامل طوال الليل.

حافظ على برودة هاتفك أثناء الشحن. وفقًا لشركة Apple، تعمل بطاريات الهواتف بشكل أفضل بين 16 و22 درجة مئوية (62 و72 درجة فهرنهايت). إذا شعرت بسخونة هاتفك، فأزل غلافه أو انقله إلى مكان مظلل أو جيد التهوية. تجنب وضعه تحت وسادة أو قريبًا جدًا من الأجهزة الإلكترونية الأخرى، مثل الكمبيوتر المحمول، وتجنب الشواحن اللاسلكية التي تحبس الحرارة طوال الليل.

استخدم شواحن وكابلات عالية الجودة من الشركة المصنعة لهاتفك أو من علامات تجارية موثوقة. غالبًا ما تُصدر مجموعات “الشحن السريع” الرخيصة التي تجدها على الإنترنت تيارًا غير منتظم، مما قد يُسبب مشاكل طويلة الأمد.

أخيرًا، لا تُفرط في شحن البطارية. لا بأس من شحن هاتفك خلال النهار لفترات قصيرة. تُفضل بطاريات الليثيوم أيون في الواقع الشحن المتكرر والسطحي بدلًا من دورات الشحن الكاملة والعميقة. لا يتعين عليك إبقاء النسبة بين 20% و80% طوال الوقت، ولكن تجنب التطرف عندما يكون ذلك ممكنًا.

الخلاصة:

إبقاء هاتفك موصولاً بالكهرباء طوال الليل أو على مكتبك طوال اليوم لن يُتلف بطاريته. هذه خرافة من مخلفات عصر تكنولوجي مختلف. الهواتف الحديثة ذكية بما يكفي لحماية نفسها، وميزات مثل الشحن المُحسّن للبطارية أو حماية البطارية تُنجز معظم العمل نيابةً عنك.

ومع ذلك، لا تدوم البطارية للأبد. أفضل طريقة لإبطاء هذه المشكلة الحتمية هي التحكم في الحرارة، واستخدام شواحن عالية الجودة، وترك برنامج هاتفك يقوم بعمله. فكّر في الأمر أكثر من كونه “تدللاً” على بطاريتك، بل كشحن مُتعمد. بعض العادات الواعية اليوم يُمكن أن تُحافظ على قوة هاتفك لسنوات.

Share This Article
لا توجد تعليقات